متى ترغب فى تلقي اتصال من مستشارنا العقارى ?

قم بتحديد اليوم

قم بتحديد الوقت (من : إلى)

مصايف المصريين كيف كانت وكيف أصبحت

مصايف المصريين كيف كانت وكيف أصبحت

Amal Ali 11 Aug 2022

موسم الصيف لدى المصريين هو وقت المصايف والاستمتاع بالإجازة مع العائلة والأصدقاء، فهو جزء أساسي من الثقافة المصرية منذ القدم. فبمجرد أن تبدأ الإجازة الصيفية نجد العائلات من مختلف الطبقات الاجتماعية تتوجه نحو الشواطئ للهروب من حرارة الصيف والاستمتاع بنسمات البحر ورماله. المصايف ليست مجرد رحلة بحرية، بل هي تقليد اجتماعي قديم يجمع العائلات على ذكريات ممتعة، سواء كانت على الشواطئ الهادئة في الإسكندرية أو بين المنتجعات الفاخرة في الساحل الشمالي. بالنسبة للكثيرين، لا يكتمل الصيف دون جلسات البحر والهواء النقي وأوقات المرح والمغامرة التي تقضيها مع من تحب.

 لكن شكل المصيف لم يبقي كما كان عليه في الماضي، فالأجيال تتغير والأنشطة تتطور وكذلك وجهات المصيف نفسها. ورغم هذا التطور، تبقى روح المصايف مرتبطة بذكريات الطفولة والأوقات السعيدة التي قضاها المصريون على شواطئ بلادهم مع عائلاتهم سواء كانوا في الإسكندرية، الساحل الشمالي، أو البحر الأحمر. في هذا المقال، سنأخذكم في جولة لتتبع كيف كان المصريون يقضون إجازاتهم الصيفية في الماضي، وكيف أصبحت هذه التجربة اليوم.

البدايات الأولى للمصايف في مصر

في الماضي قبل النصف الأول من القرن العشرين كانت فكرة المصيف مقتصرة على نخبة المجتمع فقط، بينما كان أغلب المصريين يفضلون قضاء أيام الصيف بالقرب من فروع نهر النيل للتخفيف من حرارة الصيف. أما فكرة الذهاب للشواطئ في المدن الساحلية مثل الإسكندرية، فكانت مقتصرة على شريحة قليلة من المجتمع، وكانت بعض هذه الطبقات تتوجه لقضاء الإجازات في أوروبا.

ولكن بعد ثورة 23 يوليو بالتحديد حدث تغير ملحوظ في مفهوم المصيف عند المصريين. حيث قامت الثورة بإزالة الحاجز بين الطبقات الإجتماعية في مصر وأصبح مسموح للجميع للذهاب إلى العديد من الشواطئ مجانيًا مثل: شاطئ ميامي والذي كان مقتصر على فئة معينة من المجتمع وكانت رسوم الدخول وقتها 3 قروش. وبذلك تمكنت جميع الفئات المختلفة من قضاء إجازاتهم الصيفية في الواجهة المفضلة لديهم أمام المياه الفيروزية والرمال الذهبية. وأصبح المصريون يتوجهون للإسكندرية، التي شكلت وجهة رئيسية للتصييف لسنوات طويلة.

البدايات الأولى للمصايف في مصر

الإسكندرية عروس البحر الأبيض المتوسط ووجهة المصايف الكلاسيكية

تعتبر الإسكندرية واحدة من أبرز وجهات المصايف في مصر في الماضي والحاضر، بفضل شواطئها الجميلة وأجوائها الساحرة. تقع هذه المدينة الرائعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

منذ عقود طويلة، كانت الإسكندرية الوجهة المفضلة للعائلات التي تريد قضاء وقت ممتع خلال أشهر الصيف. كانت الشواطئ، مثل ومن أبرز شواطئ الإسكندرية الأكثر شهرة حيث يأتي الناس إليها للاستمتاع بالمياه الزرقاء والرمال الناعمة: شاطئ المعمورة وميامي. كانت الرحلات إلى الإسكندرية تقليدًا سنويًا يجمع الأهل والأصدقاء وكانوا يقضون وقتًا ممتعًا على الشاطئ، يتناولون الطعام معًا، ويتبادلون القصص والذكريات. كان الاستمتاع بالجلوس تحت الشمسية واستئجار شقة أو شاليه هو أبرز مظاهر المصيف. ومع الوقت، بدأت تتغير الأمور وظهرت أماكن جديدة تلبي احتياجات المصريين المتزايدة. 

كذلك لا تعد الإسكندرية وجهة بحرية فقط، بل يأتي لها المصريين والأجانب بفضل المعالم الثقافية الموجودة بها مثل: مكتبة الاسكندرية والمسرح الروماني والعديد من المعالم الأخرى التي تعكس تاريخ مصر الغني. 

الإسكندرية عروس البحر الأبيض المتوسط ووجهة المصايف الكلاسيكية

الساحل الشمالي الوجهة الترفيهية الحديثة

شهدت أماكن المصايف في مصر تغيرات كبيرة على مر السنين. في السنوات الأخيرة، أصبح الساحل الشمالي من أهم الوجهات للمصيف، وخصوصًا لنخبة المجتمع والشباب الذين يبحثون عن الرفاهية والأنشطة الترفيهية. الساحل الشمالي لم يعد مجرد شاطئ بل تحول إلى منطقة مليئة بالمنتجعات الفاخرة والمشاريع الكبيرة التي توفر كل ما يحتاجه الزوار من خدمات ومرافق. 

كل عام يتم إطلاق مشروع جديد في الساحل مثل: منتجع نورما ازها و جميلة الساحل الشمالي. وكلما ازدادت شهرة هذه المشاريع توجهت النخبة إلى وجهات جديدة أكثر حصرية. ومع افتتاح طرق جديدة مثل: طريق الفوكا وطريق الضبعة، أصبح من السهل الوصول إلى مناطق أبعد مثل: سيدي عبد الرحمن ورأس الحكمة، مما زاد من الإقبال على هذه الوجهات الجديدة.

الساحل الشمالي اليوم يقدم تجربة متكاملة ليست فقط للاستجمام، بل لحياة اجتماعية مليئة بالنشاطات والفعاليات. أصبحت الصور التي يتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا من هذه التجربة، حيث يتنافس الناس في مشاركة صورهم على الشواطئ والمنتجعات. وحتى تجهيزات الصيف تغيرت، حيث أصبح للساحل فورمة خاصة يحرص الشباب على تجهيز أنفسهم لها قبل موسم الصيف للوصول إلى اللياقة البدنية المناسبة التي تتماشى مع أجواء الساحل. كذلك تم تقسيم الساحل إلى جزئين وهو الساحل الطيب ويمتد من الكيلو 21 حتى الكيلو 105، والساحل الشرير الذي يبدأ من العلمين حتى مرسى مطروح. 

وإذا كنت تريد معرفة تفاصيل أكثر عن مدينة العلمين الجديدة قم بقراءة: العلمين الجديدة مدينة مليونية في الساحل الشمالي

الساحل الشمالي الوجهة الترفيهية الحديثة

البحر الأحمر والمغامرات البحرية

لا يمكن الحديث عن المصايف في مصر دون ذكر البحر الأحمر، الذي أصبح اليوم وجهة رئيسية لمحبي المغامرات البحرية. فمنطقة البحر الأحمر توفر مجموعة متنوعة من الأنشطة مثل الغوص، وركوب الأمواج، والتخييم، والسفاري. هذه الأنشطة جعلت من مدن مثل: دهب، الغردقة، طابا، نوبيع ومرسى علم وجهات سياحية رئيسية لكل من المصريين والسياح الأجانب على حد سواء.

سابقًا، كانت مدن البحر الأحمر غير معروفة للكثيرين من المصريين، لكن في السنوات الأخيرة أصبحت هذه المدن وجهة مفضلة خاصة لمحبي الطبيعة والمغامرات. المياه الصافية والشعاب المرجانية النادرة جعلت من هذه المنطقة وجهة لا مثيل لها لعشاق الغوص والاستمتاع بالحياة البحرية.

إذا كنت تفكر في الاستثمار في الساحل الشمالي أو مدن البحر الأحمر، يمكنك قراءة هذا المقال: الساحل الشمالي أم السخنة اتخذ القرار واستثمر في منزلك الثاني وسيساعدك كثيرًا.

البحر الأحمر والمغامرات البحرية

الأنشطة الترفيهية في المصايف بين الحاضر والماضي

تغيرت الأنشطة الترفيهية في المصايف بشكل كبير على مر السنين، مما يعكس تطور مفهوم الترفيه لدى المصريين. في الماضي، كانت الأنشطة تقتصر على الاسترخاء على الشاطئ، السباحة، وبعض الألعاب البسيطة مثل: كرة القدم أو الكرة الطائرة على الرمال. كانت العائلات تقضي وقتها بجانب البحر في ظل الشمس وتستمتع بجو البحر البسيط حيث كانت أجواء المصيف تدور حول البساطة والهدوء.

اليوم، أصبحت الأنشطة الترفيهية أكثر تنوعًا خاصًة في الشواطئ الحديثة والمنتجعات الفاخرة، حيث توجد العديد من الخيارات لتشمل حفلات الشاطئ، ركوب الأمواج، الغوص، التخييم، السفاري، التزلج على الماء، تحديات التنس والرياضات المائية الأخرى. إضافة إلى ذلك، تقدم العديد من المنتجعات برامج ترفيهية مسائية تشمل حفلات موسيقية، عروض فنية وفعاليات ثقافية.

كما تحتوي أغلبية المشاريع الساحلية الجديدة على أماكن مخصصة للاسترخاء على الشاطئ، والتمتع بالمشروبات المنعشة والقراءة تحت المظلات. بفضل تنوع الأنشطة المتاحة يمكن للمصطافين أن يجدوا دائمًا ما يناسب اهتماماتهم مما يجعل كل رحلة إلى المصيف تجربة فريدة وممتعة.

الأنشطة الترفيهية في المصايف

أزمة الملابس في كل صيف

تواجه المصايف في مصر بعض التحديات المتعلقة بملابس السباحة والأزياء الصيفية. بينما كانت الشواطئ في الماضي تقتصر على فئات اجتماعية محددة، أصبح اليوم الاستمتاع بالشواطئ متاحًا لجميع فئات المجتمع. ولكن مع هذا التوسع، ظهرت قضايا جديدة تتعلق حول تصنيف الأفراد بناًء على ملابس السباحة التي يرتدونها، وهو أمر يثير الكثير من الجدل. 

كل عام، يصبح موضوع ملابس السباحة مصدرًا للجدل والنقاش بين الناس وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. هذا الجدل يتجدد مع بداية كل موسم صيفي، حيث تبرز تساؤلات وانتقادات تتعلق بأزياء الشاطئ مما يثير اهتمام وتفاعل كبير من قبل الجمهور.

في السنوات الأخيرة، أصبحت بعض الشواطئ والمناطق السياحية تفرض قواعد صارمة على نوعية الملابس التي يمكن ارتداؤها، مما يجعل من الصعب على الكثيرين التصييف في المكان الذين يرغبون فيه، حتى وإن كانوا مستعدين لدفع المبالغ المطلوبة. هذا التمييز يمكن أن يكون له تأثير كبير على شعور الأفراد بالقبول والانتماء مما يعكس جزءًا من التغيرات الاجتماعية التي تحدث في المجتمع المصري.

هذه القيود تعكس الصراع بين الرغبة في التمتع بالحرية الشخصية وضرورة الالتزام بالقواعد الاجتماعية. ومن هنا، تستمر أزمة الملابس الصيفية في جذب الانتباه وإثارة النقاشات بين الناس.

أزمة الملابس في كل صيف

المصيف رحلة ترفيهية أم وجاهة اجتماعية؟

على الرغم من التحديات التي يواجهها معظم الناس عند التصييف، ولكن يظل المصيف شيء أساسي لدى المصريين. يشتهر المصريين دائمًا بأنهم يفضلون الاستمتاع بأوقاتهم بأي طريقة. لذلك تحرص جميع الأسر على الذهاب إلى وجهتهم المفضلة كل عام والتمتع بالأجواء الصيفية والرمال والمياه الزرقاء. الأسر الفقيرة قد تختار وجهات أقل تكلفة، بينما تسعى الأسر الغنية إلى الحصول على تجربة أكثر فخامة، لكنهم جميعًا يتفقون على أهمية قضاء الوقت في المصايف. لا يعتبر المصيف في مصر مجرد اجازة صيفية، فهو يرتبط بالراحة والتواصل الأسري والاجتماعي، مما يجعله جزءًا لا غنى عنه في حياة المصريين. 

في الماضي، كانت جميع أسر العائلة تنتظر هذا الوقت للسفر سويًا وكان هناك شعور عام بالتقارب بين الأجيال المختلفة، حيث كانت ذكريات سهرات العائلة ومشاركة المأكولات والإقامة في نفس الشاليه جزءًا أساسيًا من المصيف.

لكن في السنوات الأخيرة، تغيرت الأولويات. اليوم، يذهب الشباب إلى وجهات مثل الساحل الشمالي ليس فقط للتمتع بالشواطئ، ولكن أيضًا للاندماج في حياة اجتماعية جديدة، والانخراط في تريندات الموضة. بينما بينما قلت رحلات العائلة التي كانت تشكل جزءًا أساسيًا من تجربة المصيف في الماضي.

المصيف رحلة ترفيهية أم وجاهة اجتماعية؟

في النهاية، لا يمكننا إنكار أن المصيف هو أحد العادات التي ترتبط بالتراث والثقافة المصرية. تختلف الوجهات وتتنوع الأنشطة، ولكن تبقى فكرة الاستمتاع بأيام الصيف على الشواطئ جزءًا لا يتجزأ من حياة المصريين سواء كانت تجمعات عائلية على شاطئ الإسكندرية، أو حفلات ساحرة على شواطئ الساحل الشمالي.

ولا تنس أن الاستمتاع هو الأهم والأوقات الجميلة التي تقضيها مع أحبائك هي ما ستظل محفورة في قلبك.

ويمكنك التواصل معنا عبر : 01003366453  إذا كنت تريد الحصول على استشارة عقارية مجانية.